لطالما كانت القطط حيوانات أليفة محبوبّة لدى البشر، وارتبطت بحياتهم اليومية على مر العصور، ومع تزايد اهتمام الناس بتربية القطط برز سؤال هام حول حكم بيعها في الإسلام هل بيع القطط حرام؟ وما هي الأدلة الشرعية التي تدعم كل رأي؟ هذا ما سنتناوله في هذه المقالة، تابع معنا.
حكم بيع القطط في الإسلام بالتفاصيل
تختلف آراء الفقهاء حول حكم بيع القطط، فمنهم من أجازه ومنهم من حرمه، ويعود سبب هذا الاختلاف إلى وجود حديثين متعارضين ظاهريًا في هذا الشأن، فالحديث الأول يدل على جواز بيع القطط، بينما يدل الحديث الثاني على تحريمها.
يذهب جمهور الفقهاء إلى جواز بيع قطط، مستندين إلى القاعدة الشرعية التي تقول: “الأصل في الأشياء الإباحة، حتى يثبت الدليل على التحريم”، وبما أنه لا يوجد دليل قاطع على تحريم بيعها، فإن الأصل هو جوازها.
أقرأ أيضا: أفضل طعام القطط الرطب والجاف.. مزايا وعيوب كل نوع
ومن جهة أخرى هناك حديث صحيح في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى فيه عن بيع القطط. وهذا الحديث هو الذي استند إليه من حرم بيعها.
وحاول الفقهاء التوفيق بين هذين الحديثين المتعارضين فمنهم من قال إن الحديث الدال على التحريم خاص بالقطط الضارة، بينما الحديث الدال على الجواز عام يشمل جميع أنواع القطط، ومنهم من قال إن الحديث الدال على التحريم خاص بزمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يسري على زماننا هذا.
نصائح هامة عند بيع القطط
اليك الأن مجموعة نصائح يجب اتباعها عند بيعها، وهي:
- يجب التأكد من أن القطة بصحة جيدة وخالية من الأمراض.
- يجب التأكد من نظافة القطة وجميع متعلقاتها.
- يجب اختيار المشتري الذي يظهر اهتمامًا بالقطة ورعايته لها.
- يجب تقديم كافة المعلومات عن القطة للمشتري، مثل عمرها ونوعها وسلوكها.
- يجب على كل من البائع والمشتري التأكد من هوية الطرف الآخر.
- من الأفضل أن يتم عمل عقد شراء يوضح جميع التفاصيل المتعلقة بالصفقة.
- يمكن تسجيل عملية البيع في جهة مختصة للحفاظ على حقوق الطرفين.
الرأي الراجح بشأن بيع القطط حلال أم حرام
الرأي الراجح عند جمهور الفقهاء هو جواز بيع القطط، وذلك للأسباب التالية:
- القطط حيوانات مفيدة وتفيد الإنسان في القضاء على الفئران والحشرات الضارة، وهي حيوانات أليفة تعطي للإنسان السعادة والراحة النفسية.
- الحديث الدال على الجواز عام يشمل جميع أنواع القطط، ولا يوجد دليل على تخصيصه بنوع معين.
- الحديث الدال على التحريم يمكن تفسيره بأنه خاص بزمان النبي صلى الله عليه وسلم، أو بقطط معينة.
القطط في الاسلام
القطط في الإسلام لها مكانة خاصة، فقد وردت أحاديث شريفة تدل على بركة وجودها في المنزل، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على العناية بها، وهذا يدل على أن الإسلام يحترم الحيوانات بشكل عام، ويحث على التعامل معها برفقان.
أقرأ أيضا: هل يجوز تعقيم القطط حلال أم حرام
كما ان للقطط مكانة خاصة في العديد من الثقافات الأخرى، حيث ارتبطت بالأنوثة والغموض والقوة، وقد تم تقديسها في بعض الحضارات القديمة.
ويعود اختلاف الفقهاء حول حكم بيع القطط إلى عدة أسباب، منها:
- كما ذكرنا سابقًا هناك حديثان متعارضان ظاهريًا في هذا الشأن وهذا يجعل الأمر محل اختلاف.
- التفسيرات المختلفة للأحاديث، حيث يختلف الفقهاء في تفسير هذين الحديثين، مما يؤدي إلى اختلاف في الرأي.
- قد تكون الظروف الاجتماعية والتاريخية التي عاش فيها الفقهاء قد أثرت على آرائهم في هذه المسألة.
- في العصر الحديث يرى بعض العلماء المعاصرين أن حكم بيعها لا يقتصر على النصوص الشرعية فقط، بل يجب النظر إلى الواقع المعاصر والظروف التي يعيش فيها الناس.
الأسئلة الشائعة حول حكم بيع القطط حلال ام حرام
اليك الان مجموعة من الاسئلة الشائعة التي قد تراودك أثناء البحث عن حكم بيع القطط حلال ام حرام في الاسلام، وهي كـ التالي:
هل يجوز بيع قطط الشوارع؟
نعم، يجوز بيع قطط الشوارع بشرط أن تكون بصحة جيدة وأن يتم التأكد من أن المشتري سيعاملها برفق.
هل يجوز بيع قطط النسل النقي؟
نعم، يجوز بيع قطط النسل النقي، ولكن يجب التأكد من أن السعر عادل وأن المشتري على دراية بكيفية العناية بها.
هل يجوز بيع القطط الصغيرة؟
يجوز بيع القطط الصغيرة بشرط أن تكون قد فطمت وأن تكون بصحة جيدة.
هل يجوز بيع القطط المريضة؟
لا يجوز بيع القطط المريضة، بل يجب علاجها أو تسليمها إلى جهة مختصة للعناية بها.
هل يجوز بيع القطط لأغراض التجارب العلمية؟
هذا الأمر محل خلاف بين الفقهاء، ولكن يرى بعضهم أنه لا يجوز بيع القطط لأغراض التجارب العلمية التي تتسبب في أذيتها أو قتلها.
ما هي حقوق المشتري عند شراء قطة؟
من حق المشتري أن يتأكد من صحة القطة وسلوكها، وأن يحصل على ضمان صحي لمدة معينة.
ما هي حقوق البائع عند بيع قطة؟
من حق البائع أن يحصل على الثمن المتفق عليه، وأن يتأكد من أن المشتري سيعامل القطة برفق.
اذا في النهاية فإن الرأي الراجح في حكم بيع القطط هو الجواز، ومع ذلك يجب على المسلم أن يتجنب بيع قطط ضارة أو التي لا فائدة منها، وأن يراعي حقوق الحيوان عند بيعها.
