نوع السمك الذي تربيه هو الذي يحدد لك أوقات التغذية لأسماك الزينة، ولذلك عليك أن تتعلم أكثر عن الكائنات البحرية التي تنوي تربيتها، لأن كل معلومة جديدة قد تكون مفيدة في إنقاذ حياة أسماكك، حيث تمكن المتعة في عالم تربية اسماك الزينة في مراقبة أنماط وطرق معيشة وتكاثر وتفاعل كل نوع منها مع أقرانه أو مع الأنواع الأخرى، وهذا يزيد من وعيك بمدى التنوع الحيوي الذي خلقه الله تبارك وتعالى على الأرض، ومدى تعقيد وبساطة تفاصيل خلقه في نفس الوقت، مما يزيد من وعيك بأهمية الحفاظ على البيئات الحقيقية لتلك الكائنات، من خلال عدم تلويث أنهارها و بحارها، بمخلفاتنا البشرية.
أوقات التغذية لأسماك الزينة
التغذية مهمة لنا نحن البشر وتؤثر على صحتنا العقلية والجسدية، فما بالك بالكائنات التي نربيها في بيوتنا وليس لها مصدر طعام غير ما نوفره لها نحن مربوها، لذلك فإن فهم أوقات التغذية لأسماك الزينة مهم للغاية في عملية التربية، حتى لا تتعرض الأسماك لسوء التغذية، مما قد يؤدي إلى هلاكها أو خمولها.
وفي المجمل يجب إطعام أسماك الزينة مرة فور شروق الشمس ومرة أخرى قبل الغروب، لكن هذه القاعدة لا تشمل كل أنواع مملكة الأسماك، لأن تلك الكائنات منها العشبي ومنها اللاحم ومنها من يخلط في غذائه بين العشب واللحم، كما يتأثر وقت التغذية بنشاط السمك، فبعض الأنواع تنشط بالليل أكثر، وبعض الأنواع تبدأ نشاطها في الصباح.
لذلك يجب مراعاة طبيعة كل نوع من أنواع الأسماك عند تقديم التغذية لها، وإذا كنت من هواة تربية السمك أو المحترفين الذين يجمعون بين أكثر من نوع في حوض واحد، فعليك أن تنوع الغذاء الذي تضعه في الحوض، لكي تطعم كل أنواع السمك التي تربيها ولا تعتمد على نوع واحد من الطعام.
أنواع طعام أسماك الزينة
قبل معرفة أوقات التغذية لأسماك الزينة، عليك أن تحدد أولاً نوع الغذاء الذي يصلح لأنواع سمك الزينة التي تربيها في أحواضك، وذلك لأن نوع الغذاء يتحكم في صحة السمكة وقدرتها على التكيف والنمو في الحوض، ومن أنواع غذاء سمك الزينة:
الأطعمة المجففة
ويأتي على هيئات كثيرة كالرقائق والحبوب والكريات بالإضافة لبعض الأوراق والطحالب كالنوري، وهي مفيدة لكافة أنواع الأسماك لاحتوائها على كمية كبيرة من الألياف، لكنها لا تعطى وحدها إنما تدخل كمكملات غذائية مع بعض الأطعمة النباتية والحيوانية، حتى لا تسبب لبعض الأسماك بمشاكل في المثانة.
الأطعمة المجمدة
عبارة عن الديدان والروبيان والعوالق والماكريل وبلح البحر، وغيرها من الكائنات البحرية الصغيرة المجمدة، حيث تفضل الأسماك اللاحمة مثل تلك الأطعمة لاحتوائها على عناصر غذائية مهمة غير متوفرة في بعض الأغذية المعلبة.
الأطعمة المجففة المجمدة
يتوفر في المتاجر على شكل مكعبات ومن أبرز الأطعمة التي تباع على هذا الشكل الروبيان وبعض أنواع الديدان الكبيرة، وتعتبر من أكثر الأطعمة غنى بالعناصر الغذائية المهمة لنمو السمك، كما أنه طعام مشبع ولذيذ بالنسبة للأسماك.
الأطعمة الحية
يقوم بعض مربي السمك بشراء بعض أنواع الجمبري والروبيان والديدان والعوالق حية، لتقديمها للسمك على حالتها، لأن ذلك يرفع من القيمة الغذائية لتلك الأطعمة، كما أن تقديم الأطعمة الحية يشعر الأسماك أنها في بيئتها الطبيعية، مما يفيد في تحسين الحالة العقلية للأسماك.
بعض الخضروات
يعتبر الخضار من المكملات الغذائية المهمة لإطعام السمك، ويمكن تقديم أنواع معروفة من الخضراوات للسمك، مثل الخس والكوسة والخيار وأوراق السبانخ، حيث تتقبل الأسماك النباتية تلك الأطعمة بشكل جيد.
نصائح عند تربية الأسماك
إن أوقات التغذية لأسماك الزينة مهمة لكن الأكثر أهمية منها معرفة متطلبات تربية أنواع الأسماك التي ترغب في تربيتها، وما يمكنك تربيته مع غيره وما يحتاج مساحة أكبر وحده، وما يمكن أن تربيه لتنظيف الحوض وما يمكن أن يسبب تلوث الحوض بسرعة، إلى آخر كل تلك التفاصيل.
ولذلك من المهم الاطلاع على أهم نصائح الخبراء فيما يتعلق بتربية الأسماك، والتي سوف تساعد أي هاوي أو مبتدئ على تجاوز عقبات كثيرة في بداية مشواره ومنها:
اختيار الحوض
اختيار شكل وسعة ومكان الحوض أهم ما في تربية الأسماك، لأنه البيت الجديد الذي سوف تنقل أسماكك الغالية إليه، حيث يجب أن تضع في اعتبارك عدد الأسماك التي تنوي تربيتها، وحجم كل سمكة عند البلوغ، لكي تتمكن الأسماك من التحرك بحرية ولكي تشعر وكأنها في بيئتها الطبيعية، ومن المهم أن يكون للحوض غطاء يمنع السمك من القفز إلى خارج الحوض مع توفر إضاءة فيه.
نوعية ماء الحوض
يجب استخدام ماء نقي في ماء الحوض مع الوضع في الاعتبار نوعية المياه التي يعيش فيها السمك الذي تنوي تربيته ودرجة ملوحته، ولا تستخدم ماء الصنبور العادي إلا بعد أن تتم معالجته، لاحتوائه على بعض البكتيريا والفطريات التي قد تؤذي السمك، كما قد يحتوي ماء الصنبور على مادة الكلور وهي مادة خطيرة على السمك.
كما أنه من الضروري أن يتم فحص درجة حرارة المياه بشكل مستمر والحرص على ألا تتجاوز أو تقل عن درجة الحرارة التي يحتاجها نوع السمك الذي تربيه، ومن المفيد تركيب جهاز لترشيح المياه للتأكد من عدم تلوث مياه الحوض نتيجة لفضلات الأسماك وتكاثر العوالق.
الاهتمام ببيئة الحوض
عند تربية الأسماك في أحواض لا بد من مراعاة الشكل الطبيعي للبيئة الحقيقة للسمك في الأنهار أو البحيرات، لذلك يجب أن يتم تبطين الحوض بمواد مثل القطن والحجارة والصدف وغيرها من الاكسسوارات التي يألفها السمك في مكانه الطبيعي، ومن أهم المواد التي توفر بيئة طبيعية للأسماك الأخشاب والجذوع المثقوبة، حيث توفر للأسماك أماكن للتعشيش والاختباء.
البيئة المحيطة بالحوض
لا تقل بيئة الغرفة التي سوف تضع فيها السمك أهمية عن البيئة الخاصة بالسمك داخل الحوض، فالإضاءة العالية والأصوات المزعجة وأشعة الشمس المباشرة تجعل السمك مرتبكاً وغير مرتاح، حيث تؤدي الأصوات العالية إلى تشتيت الماء الذي تعيش فيه الأسماك مما يجعلها ترتعب، وقد تؤدي الأضواء والشمس إلى تسخين مياه الحوض وهذا قد يؤدي إلى نفوق السمك.
التنظيف المنتظم للحوض
أي حركة يقوم بها أي كائن حي ومنها حركة الأسماك تحتاج إلى طاقة، وبما الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، فإن الطعام الذي تأكله الأسماك ويعطيها الطاقة تتخلص منه في صورة فضلات، مما يلوث الحوض ويراكم فيه القاذورات ويغير لونه، وهذا يوجب على المربي تنظيف وتغيير مياه الحوض والمرشح كل فترة، حتى لا تتعرض الأسماك للمرض.
العناية بصحة سمك الزينة
إن من المهم دراسة النشاط الطبيعي للسمك الذي تربيه، مع معرفة بعض الأعراض المشهورة التي تظهر على السمك حال تعرضه للمرض، لكي تتمكن من اكتشاف المرض قبل تفاقمه أو منع أسبابه من الأساس، لأن الأسماك لا تشتكي ولا تصدر أصوات حتى، لذلك فإن متابعة نشاطها يومياً أمر مهم لضمان تمتعها بصحة جيدة.
بعد التحقق من أوقات التغذية لأسماك الزينة، عليك أن تعلم بأن بعض الخبراء أكدوا بأن تربية أسماك الزينة تقلل من الضغط والتوتر الذي قد يعاني منه البعض بسبب ضغط الحياة اليومية.